التقويم التشخيصي
التقويم التشخيصي هو شكل من أشكال التقويم التربوي المبكِّر يُنفّذ قبل بدء عملية التعليم أو في بدايتها بهدف تحديد مستوى المتعلم ومعرفته السابقة. يعرفه بعض المتخصصين بأنه «إجراء يهدف إلى اكتشاف مدى استعداد المتعلم لتعلم خبرة جديدة أو مقرر دراسي معين، وتحديد وضعية الانطلاق في التعلم». كما أنه يتيح تحديد مستوى الطلاب ومهاراتهم وقدراتهم وميولهم التحصيلية بدقة. بعبارة أخرى، يعمل التقويم التشخيصي على رسم صورة أولية عن مكتسبات الطالب السابقة ونقاط قوته وضعفه قبل البدء في أي موضوع جديد.
أهداف التقويم التشخيصي ودوره
يتصل التقويم التشخيصي ارتباطًا وثيقًا بالأهداف التعليمية، فهو يهدف أساسًا إلى كشف نقاط القوة والضعف في تحصيل المتعلمين. ومن أهم أهدافه تحديد أسباب صعوبات التعلم التي يواجهها التلميذ حتى يتسنى معالجتها في الخطط التعليمية اللاحقة. وعلاوة على ذلك، يساعد التقويم التشخيصي المعلم في تصميم خطط تدريسية علاجية تتناسب مع احتياجات كل طالب؛ فهو يشير إلى الخبرات السابقة التي ينبغي بناؤها والنقاط التي تحتاج إلى دعم إضافي. على سبيل المثال، يوضح التقويم التشخيصي للمعلم مدى فاعلية أساليبه التدريسية الحالية، ويسهم في تعديل طرق الشرح والأنشطة بما يناسب مستوى الطلاب. كما أنه يحفز الطلاب على التعلم من خلال إشعارهم بنقاط تقدمهم الأولية وبداية نجاحاتهم التعليمية.
- تحديد خبرات الطلاب السابقة ومعرفة مدى استعدادهم لاكتساب تعلمات جديدة.
- كشف أي نقص أو خلل في التعلمات السابقة لدى الطلاب (وضع صورة واضحة عن معارفهم ومهاراتهم).
- تشخيص صعوبات التعلم والمعيقات الفردية لدى المتعلمين، بغرض اقتراح خطط علاجية موجهة.
- إثارة دافعية المتعلمين للتعلم من خلال البدء من مستوياتهم وقدراتهم الحقيقية.
- توجيه التخطيط التربوي (مثل اختيار الاستراتيجيات والوسائل المناسبة، وتخصيص الوقت الكافي لكل محتوى) انطلاقًا من نتائج التقويم.
مراحل التقويم التشخيصي البيداغوجية
ينفذ التقويم التشخيصي في مراحل حرجة من المنهاج التعليمي لضمان انطلاق تعلم متين. من المراحل الشائعة:
- قبل بداية السنة الدراسية أو الوحدة التعليمية: حيث يُجرى اختبار أو نشاط تشخيصي عام يقيس المكتسبات الأساسية للمتعلم من سنوات دراسية سابقة.
- بداية كل حصة أو درس جديد: يقوم المعلم بطرح أسئلة أو نشاط قصير للتأكد من تحقيق أهداف الدرس السابق واستثمار معارف الطلاب السابقة في الدرس التالي.
- عند انتقال الطالب إلى مستوى أعلى أو مرحلة جديدة: يجرى تقويم قبلي لتحديد الفجوات التعليمية التي ظهرت مع نهاية المستوى السابق، وبالتالي توجيه المعلّم نحو التركيز على تلك الفجوات في بداية المرحلة الجديدة.
أنواع التقويم التشخيصي
لا يقتصر التقويم التشخيصي على اختبار ورقي واحد، بل يشتمل على عدة أدوات وأساليب جمع معلومات شاملة عن التلاميذ. ومن أهمها:
- الاختبارات التشخيصية: سواءٌ كانت كتابية أو إلكترونية...
- الاستبانات: أوراق أو استبيانات تُوزَّع لجمع معلومات عن اتجاهات التلاميذ وميولهم...
- الملاحظة الصفية: رصد سلوك الطلاب أثناء الأنشطة الصفية...
- المقابلات الشخصية: حوارات فردية أو جماعية مع المتعلم أو أولياء أمورهم.
- سجلات إنجاز الطالب (Portfolio) وملفه الدراسي: مراجعة أعمال سابقة ونتائج تقييمات ماضية.
توظيف نتائج التقويم التشخيصي في التخطيط التعلمي
بعد جمع البيانات، يقوم المعلم بإعداد تقرير تشخيصي مفصّل يتضمن مستوى كل تلميذ والمهارات التي يحتاج فيها إلى دعم. بناءً على ذلك:
- إعداد خطة دعم علاجية تعالج التعثرات المحددة.
- ضبط استراتيجية التدريس بناءً على نتائج الاختبارات.
- استخدام التغذية الراجعة الفورية لتحفيز الطلاب.